الجزيرة شأن آخر غير مايعرف بالإعلام الحر 

تصغي لأحرار العالم ولا تكاد تسمع صوت محتج قطري عند باب القناة .

الحرفية وليست الحرية 

الجزيرة شأن آخر غير مايعرف بالإعلام الحر 

تبدأ محطة cnn متابعة الحدث ونقل التفاصيل من شوارع امريكا وأروقة مؤسساتها ، بعدها تجوب العالم إثر الأحداث ، شأن بقية المحطات في الولايات المتحدة . 

الإعلام الأمريكي ليس حرا تماما لكنه قريب جدا من الذي يدعيه ، هو من يبدأ بلفت انتباه الشعب الأمريكي للحدث متزامنا مع وضع أخطاء مؤسسات وقادة الولايات المتحدة تحت رعب الضوء ، المساحة التي يناور داخلها لها علاقة بصراع القوى والاتجاهات داخل الدولة لكن على مبدأ الحرية والشفافية ، وإن تعمدت محطة ما إخفاء بعض التفاصيل لكن لا أحد هناك يمكنه إخفاء حدث أو تجنب الخوض في فضيحة سياسية ، يتحدثون بعدها عن كونهم إعلاما حرا تاركين للعالم وللمهتمين تحديدا قياس مدى ما يتطابقون مع مايدعونه ،وإن بقيت مساحة مشكوك فيها فهي لا تنفي كونهم قريبين من النموذج وملتزمين بدرجة كبيرة بمبادئ الديموقراطية وحرية التعبير . 

بينما تجول قناة الجزيرة كوكب الأرض باحثة عن أحرار العالم وضمن أداء بالغ الفاعلية ولكل طاقم موازنة وحماية وأضواء كاشفة قادرة على التقاط دبيب النمل أثناء التظاهر منددا بالدبابير . 

تحدق قناة الجزيرة بعينين واسعتين لا تلحظ ندبة صغيرة في الدوحة ، لا تسمع صوت محتج ولا يصل إليها نداء استغاثة مهاجر أسيوي أو عربي يتعرض للامتهان ومصادرة كامل حقوقه .

الحرية تجربة متكاملة ومنظومة وعي وخيار سياسي ، اسلوب حكم ونمط حياة ودستور ضامن للمعادلة .

وليست مبنى زجاجيا تم تجميع أفضل المهارات الإعلامية داخله ومنحهم رواتب ضخمة وتفعيل المبنى حد التماهي بين مقر محطة وجهاز استخبارات متكامل . 

حتى ملفات الحريات والنزعات والمواجهات تثيرها القناة وفقا لخيارات السياسة الخارجية للدولة القطرية وبما يخدم مصالحها وعلاقاتها .

فقط تلعب صح وبحرفية عالية تبدو لك شكلا من الحرية .

الحرية ليست استوديو جريئ يحدق في بقاع العالم بعينين شاسعتين ولا يكاد يلحظ صوت منشق عند الباب ، أو وجع مهاجر أسيوي بلا حقوق من أي نوع 

لا تلحظه وهو ينظف الواجهة الزجاجية ..